* قال ميخائيل نعيمة: في الأدب العربي اليوم فكرتان تتصارعان؛فكرة تحصر غاية الأدب في اللغة،و فكرة تحصر غاية اللغة في الأدب.و جلي أن نقطة الخلاف هي الأدب نفسه،فـذوو الفكرة الأولى لا يـرون للأدب من قـصد إلا أن يـكون معـرضا لغويـا،يعرضون فيـه علـى القارئ كل ما وعـوه مـن صـرف اللغة،و نحوها،و بيانها،و عروضها،و قواعدها،و متناقضاتها،و مترادفـاتها،و حكمها،و أمثالها.فـشاعرهم من إذا نـظم لم يخل بـتـفعيل و لم يتعد الروي الواحد،و إذا أبدى عناية خاصة بصقل أبـياته،و أكثر من الاستعارات الـبـالية،و المـجازات المألوفة،و التشابيه العرجاء،و التوريات الخرقاء،فهو أمير الشعر بلا مراء.
أما أنصار الفكرة الثانية الذين يحصرون غاية اللغة في الأدب فهم ينظرون قبل كل شيء إلى ما قيل،و من ثم إلى كيـف قيل لأنـهـم يـرون في الأدب معرض أفكار،و عواطف،معرض نفوس حساسة تسطر ما يـنتابها من عوامل الوجود،لا معرض قـواعد صرفـيـة نحويـة،فالفكر في دينهم أهم من لغة الفكر.أما اللغة مهما اتـسع نطاقها،وامتد نـفوذها فلا تـتـعدى قسما صغيرا مـن البشرية،بل مهما عز مقامها لا تتجاوز كونها لباسا للفكر،و أكثر ما يـرتجى منها أن تـكون لباسا جميلا.غير أنها إن لم تـكن سوى أسمال بالية على فكر جليل فقد تحط من قدر ذاك الفكر نوعا،و لكنها لا تذهب بقوته،لأن الفكر كائن قبل اللغة،و العاطفة قبل الفكر،فهما الجوهر،و هي القشور.
المطلوب1 ـ حدد مقاطع مضامين النص .
2 ـ وضح النزعة الإنسانية في آراء الكاتب على ضوء النص.
3 ـ غلّب الكاتب الجانب العاطفي.فيمَ تجلى ذلك.
4 ـ ما الدلالات النفسيّة التي تحملها الألفاظ الآتية: البالية ـ العرجاء ـ الخرقاء.
5 ـ إلامَ يهدف الكاتب في قوله: " بل مهما عز مقامها لا تتجاوز كونها لباسا للفكر ".
6 ـ قدم نعيمة في هذا النص مفاهيم متعددة للشعر.اذكرها.
7 ـ النص يمثل رسالة الأدب لدى الرابطة القلمية.ما مفادها.
8 ـ في النص حقلان دلاليان متقابلان.اذكرهما مبيّنًا مقومات كل حقل.
9 ـ خصائص المذهب الذي ينتمي إليه الكاتب مع التمثيل من النص.